أعمل لدار البقاء

الجار احمد والرحمن بانيها

اعمل لدار البقاء رضوان خازنها

والزعفران حشيش نابت فيها

ارض لها ذهب والمسك طينتها

والخمر يجري رحيقا في مجاريها

أنهارها لبن محض ومن عسل

تسبح الله جهرا في مغانيها

والطير تجري على الأغصان عاكفة

بركعة في ظلام الليل يخفيها

من يشتري الدار بالفردوس يعمرها

في يوم مسغبة عم الغلا فيها

أو سد جوعة مسكين بشبعته

إن السلامة منها ترك ما فيها

النفس تطمع في الدنيا وقد علمت

ودارنا لخراب البوم نبنيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها

إلا التي كان قبل الموت يبنيها

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها

ومن بناها بشر خاب بانيها

فمن بناها بخير طاب مسكنه

للعالمين وكف الموت يلهيها

والناس كالحب والدنيا رحى نصبت

ولا الفرار من الأحداث ينجيها

فلا الإقامة تنجي النفس من تلف

أضحت خرابا وذاق الموت بانيها

تلك المنازل في الأفاق خاوية

حتى سقاها بكاس الموت ساقيها

أين الملوك التي عن حظها غفلت

كذلك الموت يفني كل ما فيها

أفنى القرون و أفنى كل ذي عمر

شريعة الموت تطوينا وتطويها

نلهو ونأمل أمالا نسر بها

واعلم بأنك بعد الموت لاقيها

فاغرس أصول التقى ما دمت مقتدرا

لا من فيها ولا التكدير يأتيها

تجني الثمار غدا في دار مكرمة

ولم يجر في قلوب الخلق ما فيها

الأذن والعين لم تسمع ولم تره

وياله من نفوس سوف تحويها

فيالها من كرامات إذا حصلت